(وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)(١) ثم أمره بإجراء نفسه مجرى أحدهم في الرأي الذي هو خاصّ بالإنسان ، ثم قال : (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ)(٢) أي وإن قاربتم هذه المقاربة فليكن اعتمادك على الله ، وتقويتك به ، كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من سرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله» (٣) ، واختلف في مشاورة النبي لأصحابه على أي وجه ، فقال سفيان بن عيينة : ليقتدي به غيره (٤) ، وقال قتادة : تطييبا لقلوبهم (٥) ، ويجب أن نقدّم مقدمة تبيّن في أي أمر أولا تدخل الاستشارة؟ ثم من استشار غيره فلأي
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية : ١٠٣.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٥٩.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب «التوكل» رقم (١٠) ، وعزاه السيوطي إليه في الجامع الصغير رقم (٨٧٤٢) ورمز بتحسينه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم (٥٦٣٩).
(٤) رواه الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٤٥). وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٤٣٣) ، والأحكام السلطانية ص (٦٠) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٤٨٨).
(٥) رواه الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٤٣) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٨٠٢) ، وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٤٣٣) ، والأحكام السلطانية (٩٤) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٤٨٨) ونسبه لقتادة والربيع. والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٥٩) ، وعزاه للطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر ، وانظر : مجمع البلاغة (١ / ٧٤).