وكذا مراجعة عمر له بما همّ به من كتاب القضية عام الحديبية (١) ، فثبت أن ما يتعلق بالأمور الدنيوية حال الرسول عليهالسلام وغيره فيه سواء ، والمشاورة مستحبة له كما هي مستحبة لغيره (٢).
قوله تعالى : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(٣) أكثر المفسرين جعلوا نصرة الله للعبد في الحقيقة تقويته بأعظم السلطانين الذي هو الحجّة القاهرة وأعظم التمكينين الذي هو العاقبة المذكورة في قوله : (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(٤) وفي أشرف الدارين حيث لا
__________________
ـ والبزار كما في كشف الأستار (٢ / ١٣١ ، ١٣٢) ، والبيهقي في الدلائل (٣ / ٤٣٠ ، ٤٣١) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١٣٦) : ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو ، وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات.
(١) قصة صلح الحديبية أخرجها البخاري في صحيحه ، كتاب ـ الشروط ـ باب «الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب ، وكتابة الشروط» رقم (٢٧٣١ ، ٢٧٣٢).
والحديبية : بضم الحاء وفتح الدال ، وياء ساكنة موضع بينه وبين مكة مسافة مرحلة ، وبعض الحديبية في الحل وبعضها في الحرم. انظر : معجم البلدان (٢ / ٢٢٩).
(٢) انظر : جامع البيان (٧ / ٣٤٥) ، وأحكام القرآن للجصاص (٢ / ٤٠ ـ ٤١) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٨٠ ، ٢٨١) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٤٩ ـ ٢٥٣) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٩٤) ، والبحر المحيط (٣ / ١٠٤).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٠.
(٤) سورة الأعراف ، الآية : ١٢٨.