وقرأ الحسن : ولا تلون (١) من ولي (٢) ، وقال بعضهم : هو خطأ (٣). ووجهه أن ذلك تبكيت لهم ، وأنهم لم يلو ما ولّو بل أخلّوا ، وقوله : (يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ) ، أي هو بين جماعة المتأخرين منكم (٤). وروي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يناديهم : «يا عباد الله ارجعوا» (٥). إن قيل : كيف قال (فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ)
__________________
ـ فراره يوم بدر ، وفيه (ولجام) بدل (وثاب). والطمّرة : أنثى الفرس الجواد ، وقيل : هو الفرس المستعد للعدو والوثب ، وقيل : هو الطويل القوائم الخفيف. انظر : اللسان (٤ / ٥٠٣).
(١) قال السمين : وقرأ الحسن : (تلون) بواو واحدة ، وخرجوها على أنه أبدل الواو همزة ، ثم نقل حركة الهمزة على اللام ، ثم حذف الهمزة على القاعدة ، فلم يبق من الكلمة إلا الفاء وهي اللام. الدر المصون (٣ / ٤٤٠).
وانظر توجيه ابن عطية لهذه القراءة في : المحرر الوجيز (٣ / ٢٦٦) وردّ أبي حيان عليه في البحر المحيط (٣ / ٨٩) ، والفتوحات الإلهية (١ / ٣٢٥).
(٢) ذكر السمين الحلبي هذا الوجه فقال : والثاني أن يكون (تلون) مضارع «ولي كذا» من الولاية ، وإنما عدّى ب «على» لأنه ضمّن معنى العطف. الدر المصون (٣ / ٤٤١).
(٣) قال ابن عطية : «والقراءة الشهيرة أقوى». المحرر الوجيز (٣ / ٢٦٦).
(٤) قال أبو عبيدة : (أخراكم) : آخركم. مجاز القرآن ص (١٠٥). وانظر : جامع البيان (٧ / ٣٠٢) ، والوسيط (١ / ٥٠٦) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٢) ، والبحر المحيط (٣ / ٩٠) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٨٥).
(٥) رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٠٣) عن ابن عباس وقتادة