تبيّن (١) ، وقد قوبل بالعجلة في قولهم : التبيّن من الله ، والعجلة من الشيطان فتبيّنوا ، وقرىء السّلم والسّلام (٢) ، والسّلام قيل : التحية (٣) ، وقيل : الاستسلام (٤). والسّلم والسّلم : الصلح (٥) ، وقيل : هو بمعنى الإسلام (٦) ، ويقال للصلح : السلم ، فلا يكون مرادا هاهنا ، لأن المسلم مخيّر إذا طلب الكافر منه السلم بين أن يبذله له ، وبين أن يمنعه ، وروي أنه خرج مقداد (٧) في سريته فمر برجل في غنيمات ، فقال : إني مسلم. فلم
__________________
ـ (١٠٣) ، وانظر : حجة القراءات ص (٢٠٩) وقال الأخفش : «هما بمعنى» معاني القرآن (١ / ٤٥٢ ، ٤٥٣). وقال الفرّاء : «هما متقاربان في المعنى» معاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٨٣).
(١) نقل أبو حيان عن الراغب هذه الجملة في البحر المحيط (٣ / ٣٤٢) ونسبها إليه.
(٢) قرأ نافع وابن عامر وحمزة وأبو جعفر وخلف : (لمن ألقى إليكم السّلم) بغير ألف. وقرأ الباقون : (السّلام). انظر : حجة القراءات ص (٢٠٩) ، والمبسوط ص (١٥٨) ، والغاية ص (٢٢٨) ، وغاية الاختصار (٢ / ٤٦٦).
(٣) انظر : معاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٨٣) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٩٢) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٤٨٢) ، وحجة القراءات ص (٢٠٩).
(٤) انظر : تأويل المشكل ص (٤٧٩) ، وتهذيب اللغة (١٢ / ٤٤٩) ، فقد جوّز ذلك ، وكذلك فعل الزجاج في معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٩٢).
(٥) نسب هذا القول إلى الربيع. انظر : حجة القراءات ص (٢٠٩).
(٦) قاله ابن جرير. انظر : جامع البيان (٩ / ٨٢).
(٧) المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي المعروف بالمقداد بن