أن معنى ذلك : ليس للمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا أن يراه في دار الحرب ، فيظنه كافرا فيقتله خطأ ، فيكون الخطأ راجعا إلى القاتل في كونه غير عالم بحال المقتول ، وأما من قال : معنى (إِلَّا خَطَأً) ولا خطأ (١) ، واستدلاله بقول الشاعر :
وكلّ أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك إلا الفرقدان (٢) |
أي : ولا الفرقدان (٣) ، فذلك تشبيه فيه ما أرى أن محققي
__________________
ـ النديم ص (٣٥٠) ، وطبقات المفسرين للداودي (١ / ٤٣٩) ، وطبقات المفسرين للسيوطي ص (٢٦).
(١) قال السمعاني : «وقال بعضهم : (إلا) بمعنى (ولا) يعني : ولا خطأ.
ولا يعرف في كلام العرب (إلا) بمعنى (ولا) ، ولأنه يقتضي النهي عن قتل الخطأ ، والخطأ لا يدخل تحت النهي والأمر». تفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٦١). وانظر : البحر المحيط (٣ / ٣٣٤).
(٢) هذا بيت من بحر الوافر لعمرو بن معدي كرب ، وقيل لحضرمي بن عامر ، وهو في ديوان عمرو ص (٢٦٧) ، وكتاب سيبويه (٢ / ٣٣٤) ، والأغاني (١٤ / ٣١) ، والكامل (٤ / ٧٦) ، والبيان والتبيين (١ / ٢٢٨) ، والمؤتلف والمختلف ص (١١٥) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٣٤) ، وتاج العروس (٨ / ٤٩٢). والفرقدان : نجمان في السماء لا يغربان. وقيل : كوكبان قريبان من القطب. انظر : تاج العروس (٨ / ٤٩١).
(٣) نسب هذا القول إلى رؤبة في البحر المحيط (٣ / ٣٣٤) ، وهو بغير نسبة في معاني القرآن للنحاس (٢ / ١٥٩) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٦١).