أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)(١)
إن قيل : هل يجوز أن يقتل المؤمن خطأ حتى قال : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً)؟ قيل : إن قولك يجوز أو لا يجوز. إنما يقال في الأفعال الاختيارية / المقصودة (٢) ، فأما الخطأ فلا يقال فيه ذلك ، وقولك : ما كان لك أن تفعل كذا ، وقولك : ما كنت لتفعل كذا متقاربان ، وهما تعليلان بمعنى ، وإن كان أكثر ما يقال للأول لما كان الإحجام عنه من قبل نفسه ، ويدلّ على أنه قد يقال : ما كان لك أن تفعل كذا ـ لما ذكرنا ـ قوله : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ)(٣) ، لأن معناه : ما كان لله ليتخذ ولدا في أنه لا نهي ، وعلى هذا قوله : (ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٩٢.
(٢) الأفعال الاختيارية : هي كل فعل يفعله الإنسان بإرادته لا على سبيل الإكراه والاختيار : هو طلب ما هو خير وفعله ، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرا وإن لم يكن خيرا. وقال بعضهم : «الاختيار : الإرادة مع ملاحظة ما للطرف الآخر ، كأن المختار ينظر إلى الطرفين ويميل إلى أحدهما. انظر : الكليات ص (٦٢). لا على سبيل الإكراه.
(٣) سورة مريم ، الآية : ٣٥.