بدخولهم الإسلام ، ويكّفوا أيديهم عنكم ، فقد أبيح لكم قتلهم ، وقد جعل الله لكم عليهم (١) حجة بما بيّنه ، وقوله : (كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ) أي إذا ردوا إلى الكفر عادوا إليه فتنجّسوا به ، وقيل : إذا ردّوا إلى الاختبار (٢) أي الإسلام وجدوا يركسون فيها ، ويكون قوله : (أُرْكِسُوا) وجدوا كقولهم : أحمدوا وأذمّوا (٣) ، وقيل : الفتنة الاختبار إنما أريد به ما قصد بقوله : (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)(٤) ومعناه أنه إذا نالتهم محنة ارتدوا ، كما قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ)(٥) الآية.
قوله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا
__________________
(١) في الأصل : (عليكم) وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته.
(٢) تقدّم بيان معنى (الفتنة) في الآية قريبا.
(٣) من معاني صيغة (أفعل) أنها تدلّ على وجود المفعول به على حالة معينة مثل : أحمدت فلانا ، إذا وجدته محمودا ، وأبخلته : إذا وجدته بخيلا. انظر : الشافية ص (١٩) ، وتسهيل الفوائد ص (١٩٨) ، والمساعد (٢ / ٦٠٠).
(٤) سورة العنكبوت ، الآيتان : ١ ، ٢.
(٥) سورة الحج ، الآية : ١١.