في حيّ من تهامة (١) ، وجملة الأمر أنه لمّا ذكر فيما تقدم من له عذر بأحد الأمرين اللذين ذكرهما ، ذكر هاهنا فرقة لا عذر لهم كانوا (٢) يظهرون الإسلام ثم يرجعون إلى عبادة الأصنام ، كمن ذكرهم في قوله : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ)(٣) ، فذكر (فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ) ، ويطلبوا
__________________
ـ ابن مضر ، كانت ديارها غربي القصيم حتى أطراف الجبلين الجنوبية ، ثم تفرقوا في أقطار العالم الإسلامي ولم يعد لهم بقية في أرضهم. انظر : جمهرة النسب للكلبي ص (١٦٨) ، ومعجم قبائل الحجاز ص (١٧).
وغطفان : اسم يضم قبائل كبيرة مضرية ، وهم نسبة إلى غطفان بن سعد ابن قيس عيلان بن مضر. ومن قبائلهم المشهورة : بنو ذبيان وعبس ، كانت منازلهم غرب الجبلين وحرة النار حتى أطراف خيبر والمدينة والقصيم ، ثم تفرقوا في البلاد ، ولهم بقايا في مطير ، ومنهم بنو عبد الله.
انظر : جمهرة النسب ص (٤١٤) ، ومعجم قبائل الحجاز ص (٣٨٢).
(١) انظر : جامع البيان (٩ / ٢٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ١٠٢٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٣١١) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٣١). وتهامة : بكسر التاء «تطلق على الأرض المنكفئة إلى البحر الأحمر ، من الشرق من العقبة في الأردن ، إلى (المخا) في اليمن».
المعالم الأثيرة ص (٧٣). وانظر : معجم ما استعجم (١ / ١٣) ، والمعجم الوسيط ص (٩٠).
(٢) في الأصل (كا) حيث سقط آخر الكلمة.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ١٤.