قوله تعالى : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً)(١). /
الركس والرجس يتقاربان ، لكن الرجس الحس ، وقيل : ركسه وركزه بمعنى ؛ إلا أن الركس يقال في مكروه (٢) ، وقيل : الفتنة هاهنا الكفر (٣) ، وقيل : الاختبار (٤) ، والسلطان : الحجة
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٩١.
(٢) قال في المفردات ص (٣٦٤): «الركس : قلب الشيء على رأسه ، وردّ أوله على آخره». وقال : «الرجس : الشيء القذر». المفردات ص (٣٤٢).
وقال : ركزه : دفنه دفنا خفيّا .. ويقال : ركز رمحه». وهذه المفردات مشروحة في المعاجم بما يقارب ما ذكره في المفردات ، ولا يبدو أن بينها تقاربا ، كما قال المؤلف ، الذي لم يوضّح أوجه التقارب. والله أعلم.
انظر : تهذيب اللغة (١٠ / ٥٩ ، ٩٤ ، ٥٨٠) ، والصحاح (٣ / ٨٨٠ ، ٩٣٣ ، ٩٣٦) ، والقاموس ص (٤٦١ ، ٤٩٣ ، ٤٩٤).
(٣) وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد والسدي واختاره ابن جرير الطبري. انظر : جامع البيان (٩ / ٢٧ ، ٢٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ١٠٢٩) ، والوسيط (٢ / ٩٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٥٠٦).
(٤) وهو مروي عن قتادة وأبي العالية ، وقد جمع الطبري بينه وبين الوجه الأول ، ولم ير بينهما تعارضا. انظر : جامع البيان (٩ / ٢٨) ، وتفسير القرآن