الحال عند البصريين ، وعلى تقدير (كانوا) عند الكوفيين (١) ، وعلى هذا القولين قولهم : مالك خارجا؟.
قوله تعالى : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً)(٢).
الهجرة : ترك الشيء والإعراض عنه مكانا أو خليطا ، وسمّي القبيح من الكلام هجرا (٣) لكونه مقتضيا لهجره ، والرفث هاجرة لكونه حاملا على أن يهجره ، [و](٤) سمّي المهاجر لتركه وطنه ، وصار اسم مدح في الإسلام ، وسمّي من رفض فضولات شهواته مهاجرا (٥) ، عنى تعالى أن الذين تقدّم ذكرهم ممن بقوا بمكة وادعوا الإسلام أنهم كفار ، ويريدون لكم الكفر الذي هم
__________________
(١) انظر : كتاب سيبويه (٢ / ٦٠ ، ٦١) ، ومعاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٨١) ، وللأخفش (١ / ٤٥١) ، والمقتضب (٢ / ٢٧٣) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨٨) ، وإعراب القرآن للنحّاس (١ / ٤٧٨ ، ٤٧٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٦).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٨٩.
(٣) في الأصل : (هجر) ، ولعل الألف سقطت سهوا من الناسخ.
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) انظر : العين (٣ / ٣٨٦ ، ٣٨٧) ، وتهذيب اللغة (٦ / ٤١ ـ ٤٦) ، والصحاح (٢ / ٨٥١) ، والمفردات ص (٨٣٣ ، ٨٣٤).