الحسن : معناه : أتريدون أن تجعلوا لأهل الضلال ما جعله الله لأهل (١) الهدى (٢) ، وقيل : أتريدون أن تسموهم مهتدين ، وقد سمّاهم الله ضالين. وقيل : أتريدون أن تهدوهم كرها وقد جعلهم الله بما اكتسبوه حالا فحالا ضالين (٣) ، وذلك إشارة إلى نحو قوله : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٤).
وقوله : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ)(٥) ، وقوله : (وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ)(٦) فقد تقدّم أن الله تعالى لما أجرى العادة أن من تحرى الخير حالا فحالا ازداد هداية بسبب ذلك نفسه ، إذ كان فاعل أسباب الشيء قد يقال إنه فاعل للشيء ، فإنه (٧) هو أولى بأن يسمّى فاعلا ، وقد تقدّم الكلام في الهداية والضلال بما فيه الكفاية (٨) ، وانتصاب قوله : «فئتين» على
__________________
(١) تصحّفت في الأصل إلى : (لأهدى) والصواب ما أثبته.
(٢) ذكر الماوردي نحوه فقال : «تهدوهم إلى الثواب بمدحهم ، والله قد أضلّهم بذمهم». النكت والعيون (١ / ٥١٥). ولم أجد من نسب القول الذي ذكره الراغب إلى الحسن.
(٣) انظر : جامع البيان (٩ / ١٦) ، والنكت والعيون (١ / ٥١٥) ، والوسيط (٢ / ٩١) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٥٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٧).
(٤) سورة المطففين ، الآية : ١٤.
(٥) سورة النساء ، الآية : ١٥٥.
(٦) سورة التوبة ، الآية : ٩٣.
(٧) في الأصل : [بأن هو] والسياق يقتضي ما أثبته.
(٨) انظر تفسير الراغب (ق ٥ ، ٨ ـ مخطوط).