فحيّوا بها تامّة ، ومن حياكم بالتحية تامّة فردّوا مثلها (١) ، ومنهم من قال : بل خيّر كلهم بين الأمرين (٢) ، وقال قتادة : بأحسن منها للمسلمين ، وبمثلها أهل الكتاب ، وهو أن يقال : وعليكم (٣) ، وقال ابن عباس : من سلّم عليك من خلق الله فاردد عليه ، وإن كان مجوسيّا (٤). ومن المفسرين من حمل ذلك على الهدايا واللطف ،
__________________
(١) قال النيسابوري : قال العلماء : الأحسن أن يزيد في جواب السّلام الرحمة ، وإن ذكر في الابتداء السّلام والرحمة زاد في جوابه البركة ، وإن ذكر المجموع أعادها فقط ، فإن منتهى الأمر في السّلام أن يقال : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لأن هذا القدر هو الوارد في التشهّد. تفسير الغرائب (٢ / ٤٦٢).
(٢) انظر : جامع البيان (٨ / ٥٨٦) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٥٦) ، والمحرر الوجيز (٤ / ١٩٦).
(٣) انظر : جامع البيان (٨ / ٥٨٧ ، ٥٨٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ١٠٢١) قال : وروي عن عطاء والحسن نحو ذلك. ومعالم التنزيل (٢ / ٢٥٨) ولم ينسبه. وزاد المسير (٢ / ١٥٢) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٢).
(٤) انظر : جامع البيان (٨ / ٥٨٧) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ١٠٢٠) قال : وروي عن الحسن ، والنكت والعيون (١ / ٥١٣) ، والمحرر الوجيز (٤ / ١٩٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٣٠٤) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٢). والمجوس : هم عبدة النار ، والقائلون بالأصلين : النور وهو عندهم أزلي. والظلمة وهي عندهم محدثة. انظر : الفصل (١ / ٨٦) ، والملل والنحل للشهرستاني (١ / ٢٧٨ ـ ٢٨٤) ، والتبصير للإسفراييني ص (١٥٠).