فأعاد عليه ، فأعاد عمر مثل ما قال ، فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ألا تردّ عليّ كما أقول؟ قال : أولم أفعل (١)؟ وأما أحسن منها فأن يقول له أكثر من ذلك ما لم يستوف المسلّم ألفاظ التحية (٢) ، وذلك أن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : السّلام عليكم فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «عليكم السّلام ورحمة الله» ، ثم أتى آخر فقال : السّلام عليكم ورحمة الله ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته» ، فجاء ثالث فقال : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقال صلىاللهعليهوسلم : «وعليكم». فقيل له في ذلك ، فقال : «إن الأول والثاني أتيا من التحية شيئا فرددت عليهما بأحسن مما سلّما ، والثالث حيّاني بالتحية كلّها فرددت عليه مثلها» (٣).
ومن المفسرين / من قال له : إن من حيّاكم ببعض التحية
__________________
(١). لم أقف على هذا الأثر.
(٢) انظر : المحرر الوجيز (٤ / ١٩٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٩٩) ، وأنوار التنزيل (١ / ٢٢٨) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ٢١١).
(٣) رواه الطبري في جامع البيان (٨ / ٥٨٩) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ١٠٢١) ، ورواه الطبراني في الكبير (٦ / ٢٤٧) رقم (٦١١٤).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨ / ٣٣) : وفيه هشام بن لاحق قوّاه النسائي ، وترك أحمد حديثه وبقية رجاله رجال الصحيح. وحسّنه السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٣٣٦) ، وزاد نسبته إلى أحمد في الزهد ، وابن المنذر ، وابن مردويه.