المفسرين : عسى من الله واجب ، أي الكريم إذا رجي حقّق (١) ، وقوله : (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً)(٢) تنبيه أنك لا تحتاج أن تقصر عن قتالهم ، فالله معك ، وهو أشد بأسا من عداك ، فلا يجب أن ينكادك من تأخر عنك (٣).
قوله عزوجل : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً)(٤). الشفاعة : من الشفع أي ضم الشيء إلى غيره ، وضد قولهم شفعه : أفرده ، ولهذا قال الشاعر :
ومن يفرد الإخوان فيما ينوبهم |
|
تصبه الليالي مرة وهو مفرد (٥) |
__________________
(١) قال أبو عبيدة : (عَسَى اللهُ) هي إيجاب من الله ، وهي في القرآن كلّها واجبة ، فجاءت على إحدى لغتي العرب ، لأن عسى في كلامهم رجاء ويقين. مجاز القرآن (١ / ١٣٤). وانظر : جامع البيان (٨ / ٥٧٩) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٥٤) ، والمحرر الوجيز (٤ / ١٩٣) ، وزاد المسير (٥ / ١٤٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٩٤) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢١).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٨٤.
(٣) انظر : جامع البيان (٨ / ٥٨٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢١) ، ونظم الدرر (٢ / ٢٨٩ ، ٢٩٠).
(٤) سورة النساء ، الآية : ٨٥.
(٥) لم أجده.