طلب رفيقا في سلوك طريق الحق فلقلّة يقينه ، وسوء معرفته ، فالمحقق للسعادة والعارف بالطريق إليها لا يفرح على رفيق ولا يبالي بطول طريق ، فمن خطب الحسناء لم يغلها مهر ، والفاء في قوله : (فَقُتِلَ)(١) قال الزجاج : هو جواب لقوله : (وَمَنْ يَقْتُلْ)(٢) ، ووجه ذلك أنه محمول على المعنى كأنه قال : إن أردت الفوز بذلك فقاتل ، وقال بعضهم : هو متصل بقوله : (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ)(٣) ، وقوله : (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٤) أي كن / راجيا في دفع أذاهم ، وقول
__________________
ـ وأبو حيان في البحر المحيط (٣ / ٣٢١) ، ونسبوه إلى الصديق رضي الله عنه.
(١) سورة النساء ، الآية : ٨٤.
(٢) سورة النساء ، الآية : ٧٤. وانظر : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨٤) ، ومراده أنها متصلة بالآية المذكورة لا الجواب النحوي. وقد صرح بذلك النحاس في إعراب القرآن (١ / ٤٧٦). وأما جواب : (وَمَنْ يَقْتُلْ) فهو : (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
(٣) سورة النساء ، الآية : ٧٥. قال الزجاج والنحاس : «ويجوز أن تكون متصلة بقوله : (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨٥) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٤٧٦). وجزم النحاس به في معاني القرآن له (٢ / ١٤٤) ، وقال أبو حيان : «والفاء هنا عاطفة جملة كلام على جملة كلام يليه». البحر المحيط (٣ / ٣٢١).
(٤) سورة النساء ، الآية : ٨٤.