التنكيل : مصدر نكلت به ، والنكال العقوبة التي تنكل المعاقب وغير المعاقب عن إتيان مثله ، وأصله من النكل ، وهو ضرب من القيد ، ومنه نكل عن الشيء (١) ، إن قيل : كيف قال : (لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) وقد بعث النبي صلىاللهعليهوسلم ليكلّف الناس؟ قيل : لم يعن التكليف الاستدعاء الذي رشح له (٢) ، ألا ترى أنه قال : (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) على القتال ، وهذه الآية تقتضي أنّ على الإنسان أن لا يني (٣) في نصرة الحق وإن تفرّد ، بعد أن لا [يني](٤) في فعله ، وروي أن أبا بكر رضي الله عنه [قال](٥) : «لو خالفتني يميني جاهدتها بشمالي» (٦) وتلا هذه الآية. وقال بعض الحكماء : من
__________________
(١) انظر : العين (٥ / ٣٧١ ، ٣٧٢) ، وجامع البيان (٨ / ٥٨٠) ، وتهذيب اللغة (١٠ / ٢٤٥ ـ ٢٤٧) ، والمفردات ص (٨٢٤ ، ٨٢٥).
(٢) قال ابن جرير : «فأما قوله : (لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) فإنه يعني : لا يكلفك الله فيما فرض عليك من جهاد عدوّه وعدوك إلا ما حمّلك من ذلك دون ما حمّل غيرك منه أي أنك إنما تتّبع بما اكتسبته دون ما اكتسبه غيرك ، وإنما عليك ما كلّفته دون ما كلّفه غيرك». جامع البيان (٨ / ٥٧٩).
(٣) يني : يضعف ويفتر. انظر المصباح المنير ص (٢٥٨).
(٤) كلمة غير واضحة بالأصل ، والأقرب ما أثبته بمقتضى السياق.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) ذكر هذا الأثر السمرقندي في بحر العلوم (١ / ٣٧٢) ، وابن عطية في المحرر الوجيز (٤ / ١٩٣) ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٩٣) ،