وقتادة تقديره : يستنبطونه منهم إلا قليلا (١). الرابع (٢) : لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم (٣). الخامس : لاتبعتم الشيطان إلا اتباعا قليلا (٤).
إن قيل : كيف القول الرابع والخامس ، وقد علمنا أنه لو لا فضله لاتبع الشيطان ، بل ما كانوا يوحدّون (٥) ، فضلا (٦) / عن أن يضلوا ، فإنا لو تصوّرنا فضله مرتفعا لارتفع وجود الناس ، بل وجود العالم ، قيل : إذا جرى الفضل على العموم فهو كما يقول ، ومن أجله تحاشى من امتنع من أن يكون ذلك استثناء من قوله (لَاتَّبَعْتُمُ) فأما إذا جعلت فضله خاصّا في هذا الموضع
__________________
(١) انظر : معاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٧٩) ، وجامع البيان (٨ / ٥٧٥) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٩٢) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٠). قلت : هو اختيار الزجاج في معاني القرآن (٢ / ٨٤).
(٢) كذا في الأصل ، ولعل الثاني والثالث سقطا.
(٣) انظر : الكشاف (١ / ٥٤٢) ، ومدارك التنزيل (١ / ٣٧٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٠) ، وأنوار التنزيل (١ / ٢٢٧) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ٢٠٩).
(٤) انظر : الكشاف (١ / ٥٤٢) ، وردّ أبو حيان هذا القول في البحر المحيط (٣ / ٣٢٠).
(٥) في هذا الموضع من الأصل تكرار للكلام السابق ، وهو ما مجموعه أربعة عشر سطرا في الأصل ، بداية من قوله : [الذين لهم معرفة استنباطه فيكون ذلك حثّا].
(٦) تكررت كلمة (فضلا) في الأصل.