الأرض عمارتها (١) ، والذين يستنبطونه منهم ، قيل : هم أولو الأمر الذين لهم معرفة استنباطه (٢) ، فيكون ذلك حثّا على ترك من لا يعلم لمن يعلم ليستنبط هو بمعرفته ، فإذا عرف عرفهم ما يجب تعريفه ، وقيل : عنى بالذين يستنبطونه الذين يبينونه ، ويكون ذلك نهيا لهم عن الاستنباط بالتخمين والنظر ، وحثّا على رده إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم (٣) ، وقد تقدّم الكلام آنفا في أولي الأمر منهم (٤) ، وقيل : سبب ذلك أن قوما كانوا إذا
__________________
ـ وانظر : تاج العروس (٢٠ / ١٣١).
(١) انظر : معاني هذه المادة في : العين (٧ / ٤٣٩) ، ومجاز القرآن (١ / ١٣٤) ، وتفسير غريب القرآن ص (١٣٢) ، وجامع البيان (٨ / ٥٧١) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨٣) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٤٧٥) ، ومعاني القرآن له (٢ / ١٤١) ، وتهذيب اللغة (١٣ / ٣٧٠ ، ٣٧١).
(٢) انظر : جامع البيان (٨ / ٥٧١) ، والنكت والعيون (١ / ٥١١) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٥٥) ، والمحرر الوجيز (٤ / ١٩١) ، وزاد المسير (٢ / ١٤٧) ، ونسبه لابن زيد.
(٣) قال السمعاني : «لعلمه الذين يحبون أن يعلموه على حقيقته كما هو ، وقيل أراد به العلماء ، يعني : ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، لعلمه الذين يستنبطونه منهم ما ينبغي أن يكتم ، ويعلمون ما ينبغي أن يفشى» تفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٥٣ ، ٤٥٤). وانظر : الكشاف (١ / ٥٤١) ، ومدارك التنزيل (١ / ٣٧٩).
(٤) انظر : ص (٧٩٦) من هذه الرسالة.