وأنهم لو تدبّروا لعلموا أن ذلك حق نزل عليهم من الله (١) ، كما قال : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)(٢).
قوله تعالى : (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً)(٣).
الاستنباط : استخراج الشيء من أصله ، كاستنباط الماء من البئر ، والجوهر من المعدن ، وذلك كالإثارة في إخراج التراب ، واستعير للحديث ، قال الشاعر :
..................... |
|
يكفيك أثرى القول واستنباطي (٤) |
قال الفرّاء (٥) : يقال نبطه ، قال : ومنه النبط (٦) لاستنباطهم
__________________
(١) انظر : نظم الدرر (٢ / ٢٨٦).
(٢) سورة فصلت ، الآية : ٤٢.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٨٣.
(٤) القائل هو رؤبة بن العجاج. انظر : مجموع أشعار العرب ص (٨٥).
(٥) ليس في معاني القرآن له ، ولم أجده من نقل عنه ذلك ، ولعله في كتاب «المصادر» للفرّاء وهو مفقود.
(٦) قال ابن منظور : «والنبيط والنبط ، كالحبيش والحبش في التقدير : جيل ينزلون السواد. وفي المحكم : ينزلون سواد العراق ، وهم الأنباط ، والنسب إليهم نبطي ... ويقال : تنبّط فلان إذا انتمى إلى النبط ، والنبط إنما سمّوا نبطا لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين» لسان العرب (٧ / ٤١١).