الذين يخشون الناس ، وقد تقدّم أن ذلك قيل من صفة المنافقين ، وقيل من صفة الناس كافة (١) ، والتبييت : كل فعل أو قول دبّر بالليل (٢) ، ولأجله قيل : دع الرأي تبت (٣) ، قال الشاعر :
أتوني فلم أرض ما بيّتوا |
|
وكانوا أتوني بأمر نكر (٤) |
وقيل : اشتقاقه من بيت الشعر ، أو البيت المبني ، وهو الذي سوى من القول أو الفعل تسوية بيت شعر أو بيت شعر (٥) ،
__________________
(١) انظر : ص (٦٥٠) من هذه الرسالة.
(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٣٢) ، وتفسير غريب القرآن ص (١٣١) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨١) ، ومعاني القرآن للنحاس (٢ / ١٣٧ ، ١٣٨) ، والزاهر (١ / ٤٤٣). وعمدة الحفاظ (١ / ٢٧٩).
(٣) في تاج العروس (٣ / ٢٤) : بيّت فلان رأيه ، إذا فكر فيه وضمّره.
(٤) هذا بيت من بحر المتقارب وبعده :
لأنكح أيّمهم منذرا |
|
وهل ينكح العبد حرّ لحرّ |
والبيتان منسوبان في المجاز (١ / ١٣٢) لعبيدة بن همام. وجامع البيان (٨ / ٥٦٣) ، ونسبا في اللسان (٧ / ٩٢) للأسود بن يعفر وديوان الأعشين ص (٢٩٨). وهما غير منسوبين في الكامل (٢ / ٩٢٠) ، (٣ / ١٠٧٧) ، وتفسير غريب القرآن ص (١٣١) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨١). وبصائر ذوي الميز (٥ / ١٢١).
(٥) لعله أخذ هذا من قول النحاس في معاني القرآن (٢ / ١٣٧) في تفسير الآية : «أي أظهر المعصية في بيته».