وَرَسُولِهِ)(١) ، فكذلك الأمر باستجابته في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ)(٢) ، ثم قال : (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) حثّا على إبلاغ ما ندب إليه من المأمور به في قوله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ / بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)(٣) وتنبيها أن ليس يعود عليك مضرة ما يفعلونه في أنفسهم ، المدلول عليه بقوله : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(٤) ، وقوله : (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ)(٥).
قوله عزوجل : (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(٦) ، المعني بقوله : (وَيَقُولُونَ)
__________________
(١) سورة النور ، الآية : ٦٢.
(٢) سورة الأنفال ، الآية : ٢٤.
(٣) سورة المائدة ، الآية : ٦٧.
(٤) سورة الأنعام ، الآية : ١٦٤.
(٥) سورة الشورى ، الآية : ٤٨.
(٦) سورة النساء ، الآية : ٨١. قال الطبري : «ونزلت هذه الآية فيما ذكر قبل أن يؤمر بالجهاد ، ثم ساق بسنده عن ابن وهب قال : سألت ابن زيد عن قول الله : (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) قال : هذا أول ما بعثه. قال : (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) قال : ثم جاء بعد هذا بأمره بجهادهم والغلظة عليهم حتى يسلموا» جامع البيان (٨ / ٥٦٢).