ويفعلونه ، ويشهد يوم القيامة ، وكفى به مشاهدا وشاهدا (١).
قوله تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)(٢). نبّه بذلك على حجة ظاهرة في وجوب طاعة نبيه ، وبيانه أنه إذا كان طاعة الله واجبة ، وطاعته لا تتم إلا بطاعته (٣) ، لأن عامة أوامره لا سبيل إلى الوقوف عليها إلا من جهته ، وما لا يتم الواجب إلا به فواجب كوجوبه ، اقتضى ذلك أن من أطاع رسول لله فقد أطاعه ، فنبّه بذلك على مقابله ، وهو أن من عصى رسوله فقد عصى الله ، وكالأمر بطاعة الله ورسوله الأمر بالإيمان بهما في نحو قوله : (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
__________________
(١) قال ابن تيمية : «... لما قال : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) قال بعدها : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) ، فإنه قد شهد له بالرسالة بما أظهره على يديه من الآيات والمعجزات ، وإذا شهد الله له كفى به شهيدا ، ولم يضره جحد هؤلاء لرسالته بما ذكروه من الشبه التي هي عليهم لا لهم ، بما أرادوا أن يجعلوا سيئاتهم وعقوباتهم حجة على إبطال رسالته .. والله تعالى قد شهد له أنه أرسله للناس رسولا ، فكان ختم الكلام بهذا إبطالا لقولهم : إن المصائب من عند الرسول ، ولهذا قال بعد هذا : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٤ / ٢٥٧).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٨٠.
(٣) الضمير هنا يعود على النبيّ صلىاللهعليهوسلم.