الخصب والجدب والفقر والغنى (١) ، فأما طعن الملاحدة فظاهر الوهن ، وذلك أن الحسنة والسيئة من الألفاظ المشتركة :
__________________
ـ فعله كله حسن وحسنات ، وفعله كله خير .. فإنه لا يخلق شرّا محضا ، بل كل ما يخلقه ففيه حكمة هو باعتبارها خير ، ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس ، وهو شر جزئي إضافي ، فأما شرّ كلّي أو شر مطلق ، فالرب منزه عنه ، وهذا هو الشر الذي ليس إليه. أما الشر الجزئي الإضافي فهو خير باعتبار حكمته ، ولهذا لا يضاف الشر إليه مفردا قط .. ثم قال : وهذا الموضع ضلّ فيه فريقان من الناس الخائضين في القدر بالباطل ، فرقة كذبت بهذا وقالت : إنه لا يخلق أفعال العباد ، ولا يشاء كلّ ما يكون ، لأن الذنوب قبيحة ، وهو لا يفعل القبيح ، وإرادتها قبيحة ، وهو لا يريد القبيح. وفرقة لما رأت أنه خالق هذا كله لم تؤمن أنه خلق هذا لحكمة» ، مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٤ / ٢٦٦ ، ٢٦٧). وقال أيضا : «والمقصود أن الحسنة مضافة إليه سبحانه من كل وجه ، والسيئة مضافة إليه ، لأنه خلقها كما خلق الحسنة ، فلهذا قال : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) ثم إنه خلقها لحكمة ، ولا تضاف إليه من جهة أنها سيئة ، بل تضاف إلى النفس التي تفعل الشر بها لا لحكمة ، فتستحق أن يضاف الشر والسيئة إليها» مجموع الفتاوى (١٤ / ٢٥٧).
(١) انظر أقوال المفسرين في معنى الحسنة والسيئة في الآية في : جامع البيان (٨ / ٥٥٨ ، ٥٥٩) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ١٠١٠) ، والنكت والعيون (١ / ٥٠٨ ، ٥٠٩) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٥٣) ، وزاد المسير (٢ / ١٣٨ ، ١٣٩).