الماء (١) إلى النبي عليه الصلاة والسّلام ، فحكم للزبير ، فسخط حاطب (٢) ، فإنه يجوز أن شأن نزوله هذه الحال ، ويجوز
__________________
(١) سبب الماء : مسيل الماء. وهو المعروف بشراج الحرّة. انظر فتح الباري (٥ / ٤٣ ، ٤٤).
(٢) اتفقت الروايات التي أوردت هذه القصة أن الزبير خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا ، واختلفت الروايات في تعيين الرجل الذي خاصم الزبير ، فقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح أنه وقع في بعض الروايات أن اسمه حميد ، قال : وليس في البدريين من الأنصار من اسمه حميد ، قال : وحكى ابن بشكوال في مبهماته عن شيخه أنه ثابت بن قيس بن شماس ، قال : ولم يأت على ذلك بشاهد ، وليس ثابت بدريّا ، وحكى الواحدي أنه ثعلبة بن حاطب الأنصاري الذي نزل فيه قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ) ولم يذكر مستنده ، وليس بدريّا أيضا ..
وحكى الواحدي أيضا وشيخه الثعلبي والمهدوي أنه حاطب بن أبي بلتعة ، وتعقّب بأن حاطبا وإن كان بدريّا لكنه من المهاجرين ، لكن مستند ذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) الآية. قال : «نزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة ، اختصما في ماء. الحديث. وإسناده قوي مع إرساله. فإن كان سعيد بن المسيب سمعه من الزبير فيكون موصولا ، وعلى هذا فيؤول قوله : من الأنصار على إرادة المعنى الأعم ...» فتح الباري (٥ / ٤٣ ، ٤٤). والقصة رواها ابن جرير الطبري في جامع البيان (٨ / ٥١٩ ـ ٥٢٣) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم