الهوى ونحوه (١) ، وعليه نبه بقوله صلىاللهعليهوسلم : «الهوى إله معبود» ، ثم تلا : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ)(٢) وروي أن ذلك نزل في رجل من المنافقين دعاه يهودي في خصومة إلى حكم النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال المنافق : / بل نتحاكم إلى الكاهن ، وقيل : بل قال إلى الصنم ، وهو أنهم كانوا يحضرونه ويضربون بالقداح ، فمن خرج قدحه حكم له (٣) ، ونبّه بقوله : (وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ
__________________
ـ من حجر أو إنسان أو شيطان ...» جامع البيان (٨ / ٤٦٥). ونسب أبو حيان هذا القول في البحر المحيط (٣ / ٢٨٣) إلى الزجاج وابن قتيبة ومالك.
(١) هذا ليس قولا مستقلّا بل هو مندرج ضمن القول الأول وما ذكره من استدلال يدل على ذلك ، وقال القشيري : «طاغوت كل أحد نفسه وهواه» لطائف الإشارات (٢ / ٣٤).
(٢) سورة الجاثية ، الآية : ٢٣ ، ونصّ الحديث : «ما تحت ظل السماء إله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع» أخرجه الطبراني في الكبير (٨ / ١٠٣) رقم (٧٥٠٢) وابن أبي عاصم في السنة رقم (٣) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١ / ١٨٨) : رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن دينار وهو متروك الحديث. وقال الألباني في تخريج السنة : موضوع ، إسناده مسلسل بالمتروكين. وليس في الحديث أن النبي صلىاللهعليهوسلم قرأ الآية.
(٣) انظر هذا الخبر في : جامع البيان (٨ / ٥٠٨ ، ٥٠٩) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٩١ ، ٩٩٢) ، وبحر العلوم (١ / ٣٦٤) ، والنكت والعيون (١ / ٥٠١) ، والوسيط (٢ / ٧٣) ، وأسباب النزول ص (١٦١) ،