قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا)(١) الآية. قد تقدّم أن الزعم مطية الكذب (٢). والطاغوت مبنيّ من طغى (٣) ، كالجالوت من جال (٤) ، وقيل : كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت (٥) ، وقيل : هو اسم لكل ما شغل عن الله من نحو
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٦٠ ، ونصّها : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً).
(٢) انظر المفردات ص (٣٨٠) ، وجاء في تاج العروس (١٦ / ٣١٩) : «.. وقال شريح : زعموا كنه الكذب .. فشبّه ما يقدّمه المتكلم أمام كلامه ويتوصّل به إلى غرضه من قوله : زعموا كذا وكذا بالمطيّة التي يتوصل بها إلى الحاجة».
(٣) انظر : ما سبق في تفسير الآية (٥١) من سورة النساء ص (٦١٣) من هذه الرسالة.
(٤) ذكر الراغب [جالوت] في المفردات ص (٢١٣) في مادة : [جال].
وذكره الأزهري في تهذيب اللغة (١١ / ٥) في مادة [جلت]. وما ذكره من أنه مشتق من [جال] مخالف لما ذكره الزجاج في معاني القرآن وإعرابه (١ / ٣٢٨) من أنه اسم أعجمي غير مشتق بدليل أنه ممنوع من الصرف ، ولما ذكره الفارسي أيضا في المسائل الحلبيات ص (٣٥٣) ، وانظر : المعرب للجواليقي ص (٢٤٥).
(٥) قال الطبري : «... وذلك أن الجبت والطاغوت اسمان لكلّ معظّم بعبادة من دون الله ، أو طاعة ، أو خضوع له ، كائنا ما كان ذلك المعظّم