والخصلة الثانية : كسوة المساكين بحسب اختلاف البلاد والأزمنة كالطعام ، يعطى لكل فقير رداء متوسط كالجلابية والسروال ونحوهما.
والخصلة الثالثة : عتق رقبة حين كان الرّق موجودا ، بشرط أن تكون الرقبة مؤمنة عند جمهور العلماء ، مثل كفارة القتل الخطأ أو الظهار ، ولم يشترط فقهاء الحنفية كون الرقبة مؤمنة ، فيجزئ إعتاق الكافرة ، عملا بإطلاق النّص القرآني أي (رَقَبَةٍ). هذه كفارة الموسر الذي يملك ما يزيد على إطعام أهله يوما وليلة.
أما كفارة المعسر الذي لم يستطع إطعاما أو كسوة أو عتق رقبة ، فعليه صيام ثلاثة أيام متتابعة في رأي الحنفية والحنابلة ، ولا يشترط التتابع عند غيرهم.
ولا وقت للكفارة ، وإنما يستحب تعجيلها ، فإن مرض صام عند القدرة ، وإن استمرّ العجز يرجى له عفو الله ورحمته ، وللوارث أن يتبرع بالكفارة.
هذه كفارة الأيمان إذا حلفتم بالله أو بأحد أسمائه الحسنى أو صفاته العليا ، وحنثتم ، ويطلب منكم حفظ أيمانكم : وهو البر بها وترك الحنث ، أي المخالفة ، ومثل ذلك اليمين يبين الله لكم أحكام شريعته ودينه ، لتقوموا بشكر النعمة فيما يعلّمكم القرآن ، ويسهل عليكم المخرج من إثم الحنث في اليمين. ويحرم الحنث في اليمين إذا كانت على فعل واجب وترك حرام ، ويندب الوفاء ويكره الحنث إذا تم الحلف على فعل مندوب أو مباح ، ويجب الحنث في اليمين والكفارة إذا كانت اليمين على معصية أو حرام.
أما اليمين الغموس : وهي اليمين الكاذبة قصدا ، التي تكون لتضييع حق مسلم أو غش أو خيانة ، فلا كفارة لها في رأي جمهور العلماء ، وإنما فيها الإثم وتغمس صاحبها في النار ، وأجاز الإمام الشافعي رحمهالله تفكير هذه اليمين ، وتيسيرا على الناس ، وإنقاذا لهم من الوقوع في نار جهنم ، والله المستعان.