جحش ، ومعه نفر من المهاجرين ، فقتل عبد الله بن واقد الليثي عمرو بن الحضرمي في آخر يوم من رجب ، وأسروا رجلين ، واستاقوا العير (الإبل) فوقف على ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم وقال : «لم آمركم بالقتال في الشهر الحرام». وقالت قريش : استحل محمد الشهر الحرام ، فنزلت هذه الآية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ...) الآية ، إلى قوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) أي قد كانوا يقتلونكم وأنتم في حرم الله بعد إيمانكم ، وهذا أكبر عند الله من أن تقتلوهم في الشهر الحرام مع كفرهم بالله.
ثم أوضح القرآن المجيد ثواب المجاهدين في سبيل الله كعبد الله بن جحش وصحبه في القصة السابقة ، فهؤلاء الذين آمنوا بالله ورسله ، وفارقوا الأهل والأوطان لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه ونصرة الحق والعدل ، ولحقوا بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، هؤلاء لهم الدرجات العلا عند الله ، والله يكافئهم ويجازيهم أحسن الجزاء ، ويغفر لهم خطاياهم ويرحمهم بفضله وإحسانه ، وهو الغفور الرحيم ، قال الله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢١٨)) [البقرة : ٢ / ٢١٨].
هنيئا لهؤلاء المجاهدين المقاتلين أعداءهم لدفع العدوان ، واسترداد الحق السليب.
حكم الخمر وبيان مضارها
التدرج في التشريع في صدر الإسلام من خصائص التشريع الإسلامي أخذا بالمبدأ التربوي الذي يعالج الأمر شيئا فشيئا ، لإعداد النفس على تقبل الأحكام ، والانتقال تدريجا من الأيسر والأسهل إلى الوسط ثم إلى الأشد الأكمل. وهكذا كان تحريم