أي حق في المهور ، إن الله عليم بكل نية وقصد ، حكيم في كل تشريع يضعه للعباد.
وقوله تعالى : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ) يراد به الاستمتاع بطريق عقد الزواج الدائم ، كما ذكرت ، وليس المراد به ما يسمى بالمتعة ، فقد كانت المتعة في صدر الإسلام مباحة لم يتعلق بها تحريم ؛ لأن الأصل في الأشياء والأفعال الإباحة ، ثم نهى عنها القرآن وحصر العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة في الزواج أو ملك اليمين : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦)) [المؤمنون : ٢٣ / ٥ ـ ٦] ونهى النبي صلىاللهعليهوسلم عن المتعة نهيا دائما إلى يوم القيامة ، ولا تختلف المتعة كثيرا عن الزنى بعينه ، لأنها تتم بلا إذن ولي ولا شهود ، والزنى لا يباح قط في الإسلام ، ولذلك قال عمر رضي الله عنه : «لا أوتى برجل تزوج متعة إلا غيّبته تحت الحجارة».
إن تنظيم العلاقة بين الجنسين : الرجل والمرأة على أساس واضح دائم من الزواج الصحيح الذي يقصد به الدوام هو في الواقع خير ومصلحة لكل من الطرفين. ثم ذكر الله تعالى حكم حالة العجز عن المهر فقال :
(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٥)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (٧) (٨) [النساء : ٤ / ٢٥].
أي ومن لم يجد منكم غنى وسعة في ماله للتزوج بحرة مسلمة مؤمنة ، فيحل له أن يتزوج أمة مؤمنة غير مشركة ولا كتابية ، والله أعلم بحقيقة إيمانكم ، فلا تأبوا الزواج
__________________
(١) غنى وسعة.
(٢) الحرائر.
(٣) إمائكم.
(٤) مهورهن.
(٥) عفائف.
(٦) غير مجاهرات بالزنا.
(٧) متخذات أصدقاء للزنا سرا.
(٨) خاف الزنا.