الله صلىاللهعليهوسلم : نعم ، فضرب فرسه ، فدخل فيهم ، ثم حمل على أصحابه ، فقتل رجلا ، ثم آخر ، ثم آخر ، ثم قتل ، قال الراوي : فيرون أن هذه الآية نزلت فيه : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ ..) الآية. وليس هناك ظلم أشد من الشرك بالله.
وتلك الحجة القوية التي احتج بها إبراهيم عليهالسلام على قومه ، وهي إبطال عبادة الكواكب والشمس والقمر ، آتيناها إبراهيم وأرشدناه إليها ووفقناه ، لإقناع قومه بها ، إننا نرفع درجات في الدنيا من نشاء من عبادنا ، وهي درجة الإيمان ، ودرجة العلم ، ودرجة الحكمة والتوفيق ، ودرجة النبوة ، ما لم يحظ بها غيرهم ، كما قال الله تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) [البقرة : ٢ / ٢٥٣]. ونرفع درجات بعضهم أيضا في الآخرة بالجنة والثواب ، إن ربك حكيم في قوله وفعله وصنعه ، عليم بشؤون خلقه ، وبمن يهديه ومن يضله ، وإن قامت عليهم الحجج والبراهين ، كما وصفهم الله تعالى بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٩٧)) [يونس : ١٠ / ٩٦ ـ ٩٧]. والدرجات وإن كان الأصل استعمالها في المحسوسات فهي هنا في المراتب والمنازل المعنوية.
ورفع الدرجات لبعض الناس كالمخلصين الأتقياء يكون بمقتضى الحكمة والعلم ، لا بموجب الشهوة والمجازفة ، فإن أفعال الله منزهة عن العبث والباطل ، والتفضيل ورفع المنازل إنما هو بفضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم. وقوله سبحانه في نهاية الآية (حَكِيمٌ عَلِيمٌ) صفتان تليق بهذا الموضع ، إذ هو موضع مشيئة واختيار ، فيحتاج ذلك إلى العلم والإحكام أو الإتقان.