والأقربين من هذا المال ، وصية عادلة ، في حدود ثلث التركة ، حقّا مقرّرا على أهل التقوى الخائفين من الله وحسابه ، فمن غيّر الإيصاء من شاهد ووصي بعد سماعه ، فإنما ذنب هذا التغيير عليه ، وبرئت منه ذمّة الموصي ، وثبت له الأجر عند ربّه ، إن الله سميع لأقوال عباده المبدّلين ، عليم بأفعالهم وتصرفاتهم ، ونياتهم. فمن خاف من موص ميلا عن منهج الشّرع والحق خطأ ، أو وقوعا في المعصية عمدا ، فأصلح بين الموصي والموصى له ، بردّ الوصية إلى العدل والمقدار المحدد لها شرعا ، فلا إثم عليه ، والله غفور لمن بدّل للإصلاح ، رحيم به.
فرضية الصيام
الصيام أحد فرائض الإسلام وأركانه ، تهذيبا للنفس البشرية وتقويما لها ، وحفاظا على البنية الجسدية ، وتقوية للإرادة والصحة ، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت ، وصوم رمضان».
الصيام في تقدير الإسلام رياضة روحية ، وطريق لإعداد النفس لتقوى الله عزوجل في السّر والعلن ، ومدرسة للصبر والجهاد وتحمل المشاق ، لذا ورد في السّنة النّبوية فيما رواه ابن خزيمة والبيهقي أن «الصوم شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة».
ليس الصيام مفروضا على المسلمين وحدهم ، وإنما هو عبادة قديمة مفروضة في مختلف الشرائع الإلهية ، قال الله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)) [البقرة : ٢ / ١٨٣].