ويأخذون الكفر بدل الإيمان ، ويريدون منكم أن تضلوا معهم الطريق المستقيم ، والله أعلم بأعدائكم أيها المؤمنون ، فامتثلوا أمره ، واحذروا الأعداء ، وكفى بالله ناصرا يتولى أموركم ، ويصلح حالكم ، وكفى به نصيرا ينصركم إن نصرتموه ، كما قال الله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم : ٣٠ / ٤٧].
وبعض الكتابيين يبدلون كتبهم ، ويؤولونها تأويلا غير صحيح ، وهم يقولون : سمعنا وعصينا ، بدل قولهم : سمعنا وأطعنا ، وكانوا يقولون حسدا وحقدا للنبي صلىاللهعليهوسلم : اسمع لا سمعت ، أي لا أسمعك الله ولا أجاب قولك ، وقالوا للنبي أيضا : راعنا من الرعونة والحمق ، وهي كلمة سب ، تحريفا بألسنتهم وطعنا في الدين وفتلا بالألسنة عن الحق والصواب والأدب. وهذا منتهى الجرأة في الباطل والعدوان على الحق ، ولو قالوا : سمعنا وأطعنا ، بدل : سمعنا وعصينا ، لكان خيرا لهم وأهدى سبيلا ، ولكنهم لم يقولوا ذلك ، فخذلهم الله ولعنهم وطردهم من رحمته ، فهم لا يوفّقون أبدا للخير ، ولا يؤمنون إيمانا صحيحا إلا إيمانا قليلا لا إخلاص فيه ، ثم دعاهم الله للإيمان بالقرآن قبل تدميرهم وتشويههم ، ولعنهم كلعنة أصحاب السبت المتحايلين على صيد السمك الممنوع عليهم بأخذ الأسماك من الأحواض التي بنوها ، وذلك في يوم الأحد ، وكان أمر الله التكويني بإيقاع شيء ما نافذ المفعول لا محالة ، متى أراده أوجده ، فليحذر الناس وعيد الله وعقابه.
ما يغفره الله تعالى
إن الإنسان بحكم ضعفه وميله للشهوات دون وعي وتقدير للعواقب ، تراه يقع في أخطاء ومعاص أو ذنوب تغضب الله تعالى ، لأن الخطأ أو العصيان ليس في الواقع في صالح الإنسان نفسه ، وإنما هو ضرر في ذاته ولمصالحه ، يجرّ عليه أسوأ النتائج