بعض الممارسات السيئة
الأخلاق الشخصية والاجتماعية عنوان التدين الصحيح ، ورمز تقدم الأمم والجماعات ، وإذا ساءت الأخلاق لا سيما في الأمور التي تمس قدسية الدين ، كان التدين خطأ ، والاستنكار والشناعة أظهر ما يلاحظ من الآخرين ، ومن هذه الأخلاق المنكرة : تزكية الإنسان نفسه والافتراء على الله كذبا ، والإيمان بالأصنام والطواغيت : وهي كل ما عبد من دون الله والشياطين ، والبخل والشح ، والحسد للآخرين ، وتفضيل الكفار الجاهلين على المؤمنين المخلصين ، وادعاء أن أولئك الكفار أهدى سبيلا وأقوم طريقا ومنهجا من الذين آمنوا.
قال الله تعالى موبخا كل من يتصف بهذه الأخلاق المرذولة والممارسات المغلوطة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٤٩) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (٥٠) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (٥١) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥)) (١) (٢) (٣) (٤) [النساء : ٤ / ٤٩ ـ ٥٥].
قال ابن عباس مبينا سبب نزول هذه الآيات : كان اليهود يقدّمون صبيانهم يصلون بهم ، ويقربون قربانهم ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب ، فأنزل الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ).
__________________
(١) يمدحونها.
(٢) بقدر خيط النواة.
(٣) كل ما يعبدون من دون الله.
(٤) النقير : النقرة التي تكون في ظهر النواة ، أي البزرة ، وهذا رمز للقلة والحقارة.