الإنسانية والكرامة وعزة النفس ، قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا (١) وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ (٢) مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٣) (٦٤) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٤) (٦٥) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦)) [البقرة : ٢ / ٦٢ ـ ٦٦].
الأمر بذبح البقرة
اختبر الله تعالى بني إسرائيل بأمرهم بذبح بقرة ، ليظهر مدى مصداقيتهم وامتثالهم أوامر الله تعالى ، وذلك بسبب قتل رجل عمه الذي كان ابن الأخ الوارث الوحيد له ، ومن أجل التعرف على القاتل ، بدلا من اقتتال بعضهم مع بعض ، وكان يجزئهم ذبح أي بقرة ، إلا أنهم تشدّدوا في بيان أوصاف البقرة ، فشدّد الله عليهم ، بعد أن اشتروها بملء جلدها ذهبا ، فذبحوها متردّدين ، ثم ضربوا القتيل ببعضها ، فعاش حيّا ، فقالوا : من قتلك؟ فقال : هذا ، لابن أخيه ، ثم عاد ميتا ، فلم يعط من ماله شيئا ، لأنه قاتل ، وصار ذلك حكما دائما. وهذه هي قصة ذبح البقرة.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً (٥) قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (٦٧) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا
__________________
(١) صاروا يهودا.
(٢) عبدة النجوم والكواكب ، أو عبدة الملائكة.
(٣) مطرودين صاغرين.
(٤) عقوبة.
(٥) سخرية.