العشرة ينتج الدحرجة. وليس هذا من قبيل العام المجموعي في شيء ، غايته أنّه يعبّر عنه بهذا اللسان.
وبناء عليه ، يصبح من الواضح ، أنّه لا يمكن تفسير الوجوب الكفائي وتنظيره ، بمثل خطاب «أيّها العشرة دحرجوا الحجر» ، لأنّ الوجوب الكفائي لا يعقل صدوره من الجميع ، بحيث يكون لكل واحد حصة في هذا الواجب حتى لو تعقّلنا توجه التكليف إلى الجميع ، إذ فرق بين رفع الحجر ، وبين الصلاة على الميّت ، فإنّ الصلاة على الميّت عمل فرد واحد لا يساهم غيره فيها فضلا عن كون صلاة كل مكلف عليه غير صلاة الآخر عليه ، بينما رفع الحجر أو دحرجته ، تساهم طاقات متعددة فيها كي تكون دحرجة.
ويرد عليه ثانيا : إنّه لو فرض إمكان اشتراك الجميع في الوجوب الكفائي ، فمع هذا إذا قام به واحد سقط عن الجميع ، ولا يشترط أن يأتي به الجميع ، وهذا لا ينسجم مع خصائص الوجوب الكفائي ، حيث يسقط التكليف عن الجميع إذا قام بالفعل واحد.
ومن هنا يتبيّن أنّ الوجوب الكفائي ـ بناء على هذا التنظير برفع الحجر ـ يرجع إلى وجوبات عديدة بالنسبة لكل مكلّف ، ويكون متعلق التكليف فيه هو المشاركة في رفع الحجر ، وليس رفع الحجر ، ولذلك يكون هناك امتثالات عديدة ، وعصيانات عديدة أيضا.
والخلاصة هي : إنّ تنظير الواجب الكفائي ، برفع الحجر أو دحرجته من قبل عشرة مكلّفين معا قياس مع الفارق ، وبالتالي فهو غير صحيح.
٢ ـ الاحتمال الثاني ، هو : أن يكون المراد من مجموع المكلّفين كأنهم مكلّف واحد ، بحيث تكون هذه الوحدة منشأ لوحدة اعتباريّة ، ويكون المكلّف جزءا من هذا المركّب الاعتباري ، فكما أنّ السجود ، والركوع ، والقيام ، والجلوس ، تشكل وحدة اعتبارية تكون منشأ للصلاة ، بينما كل واحد من هذه المفردات جزء من الواجب ، فكذلك في المقام ، فإنّ هذا المكلّف الكبير المركّب من عشرة مكلّفين ، هو المكلّف بالواجب الكفائي ،