فيتسلسل ، وقال (عليهالسلام) في الصحيفة السجادية : «وكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إياك يحتاج إلى شكر فكل ما قلت لك الحمد وجب عليّ لذلك أن أقول لك الحمد».
فمن لطائف القرآن ابتداؤه ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وآخر دعوى المخلدين في الجنّة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال تعالى : (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [سورة يونس ، الآية : ١٠] ، فترجع النهاية إلى البداية ، وعليه شواهد من الكتاب والسنة تأتي الإشارة إليها إن شاء الله تعالى.
بحث فقهي :
يظهر من الروايات المستفيضة بين الفريقين أنّ قوام الصّلاة بفاتحة الكتاب فعن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) أنّه : «لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب» وقال : «كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج» الى غير ذلك من الروايات الكثيرة.
وأما التأمين بعد الفاتحة فيبحث فيه تارة ، بحسب الثبوت ، وأخرى : بحسب الإثبات.
أما الأول : إنّ الهداية إما أن تلحظ من حيث إضافتها إلى الله تعالى فهو الهادي فحينئذ لا رجحان لذكر آمين بعدها ، كما في جميع صفاته تعالى الفعلية ، وإما أن تلحظ من حيث اضافتها إلى العبد أي : طلب الهداية منه تعالى فكذلك أيضا لفرض حصول جميع مناشئ الهداية وأسبابها وموجبات إتمام الحجة منه عزوجل فقد حصل المطلوب خارجا فلا يعقل معنى صحيح للتأمين على ما وقع وحصل.
وإن كان المراد بها بحسب البقاء لا أصل الحدوث فإن أضيف البقاء إليه عزوجل فهي باقية لأنّ حجته تامة وباقية ببقاء الإنسان ولا وجه للتأمين عليه أيضا وإن أضيف الى العبد فهو من فعله ولا معنى لتأمين الشخص على فعله.
وإن أريد به أن يوفق الله عبده لإدامة الهداية لنفسه في المستقبل كما