الشعراء ، الآية : ٦٣] وأبى فرعون إلّا متابعتهم فعند ما توسط البحر هو وجنوده انطبق عليهم البحر فغرقوا جميعا وخرجت جثة فرعون لتكون لمن بعده عبرة ، كما حكى تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) [سورة يونس ، الآية : ٩٢] وهي محفوظة إلى الآن في مقبرة الفراعنة (الأهرام) في المتحف المصري. وكان خروجهم من مصر حوالي سنة ١٢١٣ قبل الميلاد ـ بعد أن أقاموا فيها من عهد يوسف ٤٣٠ ـ في شهر أبيب [الشهر الحادي عشر من السنة القبطية] كما هو المذكور في التوراة.
وكان بنو إسرائيل الذين انطلقوا مع موسى جيشا كبيرا ، وقد ذكر في التوراة أن عددهم كان يقارب ٠٠٠ / ٦٠٠ نسمة ـ وإن كان في هذا العدد شيء من المبالغة.
وقد اختلف المؤرخون في فرعون الذي خرج في عهده الإسرائيليون فقيل : إنه رمسيس الثاني ، وقيل : إنه منفتاح. والصحيح أنّ عهد الاضطهاد كان في ملك رمسيس الثاني ، وعهد الخروج كان في ملك منفتاح ، وسيأتي بقية قصصهم في الآيات المناسبة إن شاء الله تعالى.
(وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٥١) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢) وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٥٤))
هذه الآيات كسابقتها في مقام تعداد النّعم على بني إسرائيل وهي تشتمل على نزول التوراة التي هي من أعظم النّعم عليهم ، لأنها من أهم الكتب السماوية بعد القرآن وان قوبلت منهم بالرد والكفران ، وعبادة العجل.
التفسير
قوله تعالى : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).
الوعد : معروف ، وقد استعملت مادة (وع د) بجميع هيئاتها في القرآن