ولعلّ قبوله لإعانة الشاه واشراكه حاكم البلد في لجنة توزيع الإعانات من تلك الشكليّات التي قال عنها آغا بزرك الطهراني انّه كان يحافظ عليها ليدفع بها الشرّ عن الباقين في بعض الحالات ، ولهذا كانوا يبدون له الاحترام ويجاملونه في الظاهر.
وفاته ، وآثاره :
قال آغا بزرك الطهراني : وصار يرغب للعزلة وينزوي عن الناس ، لأنّه يرى ما يحلّ بهم ولا يقدر على مساعدتهم ، وهكذا كان حتّى مرض وتغلّبت عليه العوارض فتوفّى في ليلة السبت ١٧ ذي القعدة الحرام سنة ١٣٥٥ ه فثلم الاسلام بموته ، وخسر المسلمون به زعيما كبيرا وركنا ركينا ، وداخل النفوس من الخوف والهلع ما لا مزيد عليه ؛ إذ كانوا يعتصمون به ويستظلّون بظلّه ، وقد جرى له تشييع عظيم قلّ نظيره. ودفن في رواق حرم فاطمة (عليهاالسلام) بقم ، حيث مقبرته المعروفة اليوم. وقد اتّجهت نيّة الحاكمين إلى محاربة الهيئة العلميّة منذ اللحظات الاولى لموته ، فقد عمدوا إلى تفريق المشيّعين بسرعة ، ثمّ منعوا من إقامة الفواتح عليه علنا ، فكانت تقام في الزوايا والبيوت شهورا.
وترك الحائري من الآثار :
كتاب الصلاة في الفقه ، والتقريرات في اصول الفقه من بحث استاذه الفشاركي ، وقد استخرج منه كتابه الآخر درر الاصول (١) ، وهو حاو لمباحث الاصول برمّتها ما عدا الاجتهاد والتقليد ، ويقال له : درر الفوائد أيضا. وقد طبع مجلده الأوّل في سنة ١٣٣٧ ه والثاني في سنة ١٣٣٨ ه ، وهو هذا الكتاب الّذي نقدّم له.
__________________
(١) ـ وقد ذكر المرحوم العلامة الشيخ محمد رضا الطبسي على ظهر نسخة من الكتاب ما هذا لفظه : «سمعت منه «طاب ثراه» : أن الجزء الأول استفادة من مجلس السيد المرحوم العلامة السيد محمد الفشاركي الاصفهاني ، والجزء الثاني استفادة من مجلس المحقق المرحوم الآخوند الخراساني صاحب الكفاية «أعلى الله مقامهم» وكان «ره» يذكر الآخوند في الدرس بالتعظيم والتجليل».