الجواب عن ذلك : أنه حكى حالهم عند الضرورة أنهم لا يدعون مع الله غيره ، فإذا خرجوا إلى البر عبدوا الأصنام وأشركوها في عبادة رب العالمين ، وفي الشدة لا معي إلا هو ، كما قال تعالى : (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) [الإسراء : ٦٧].
وعن المطرفي إذا أظهر ما كان يعتقده للناس على التفصيل ولفق الدليل على فساده بعد الاعتراف بالكفر ، وقيل : ذلك في الحال من غير استمرار على درس ، هل تقبل توبته والحال هذه أم لا تقبل؟ وما الإمارة في إسلام من يسلم منهم في هذا الوقت؟ وهل يجوز لأحد من المسلمين أن يعقد لهم بالأمان من غير إذن الإمام أو من يلي من قبله أم لا؟
الجواب : أن أمانهم لا يكون إلا بإذن الإمام أو من قد أذن له ، وأما توبته فالاعتراف ولعن من تقدم من خبثاء تلك الأسلاف الذين أوردهم الكفر الصراح ، والبراءة منهم ، والتعلم للأدلة والبراهين ، حتى يبرأ من الكفر برب العالمين ، ويكون تمسكه بالإسلام على يقين ، وينصر في إدراك معالم الدين.
وعن قول المجبرة في تكليف أبي جهل : إذا كان قد علم الله من حاله أنه لا يسلم ولو جاءه من جاء ، ما الفائدة في إرسال الرسول إليه وقد علم من حاله ذلك؟
الجواب : أن الله تعالى علم أنه لا يسلم من سوء اختياره وقبح نظره لنفسه ، ولله عليه المنة في التكليف بأنه يعرض لنفعه فيما هو داخل تحت إمكانه ، فاللائمة عليه لا على ربه.
وفي معنى قوله تعالى : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ) [الأنعام : ٨٣]؟
الجواب عن ذلك : أن الله تعالى أكمل عقل إبراهيم عليهالسلام وأورد