وكان البر يجمع إليها من أقطار البلاد ، وخلفت مالا جليلا ، وكذلك أيضا بنات أخيها حمزة بن أبي هاشم أخوات لزينة بنت حمزة من أبيهن وهن ثلاث رغبن عن الأزواج ، وكان فيهن صلاح ظاهر ، وكان لهن بر واسع أيضا ، فإن كان ذلك فليقع منهن التشمير للعلم ، والتفرغ لعبادة الباري سبحانه ، والحرص على طلب الخير واتباع الرشد ، والمواساة للفقراء على قدر الإمكان ، ومن وسع الله عليه من الكل أو البعض في الرزق لم يغفل عن إخراج حق الله تعالى في كل حول لأنه إن تأبد وطالت عليه المدة عسر إخراجه وثقل حمله ، فإن الغلول من جمر جهنم ؛ والغلول هو منع الحقوق وهو اسم الحرام أيضا ، ولا يفرطن في دراسة العلوم وإدراك فقه الآباء عليهمالسلام بعد أخذ جملة قوية من أصول الدين ولا مانع من ذلك لمن تخلت عن الدنيا ورفضت زينتها ، والحج إن أمكن ذلك فإنه جهاد النساء لأنه ليس عليهن قتال ، ولا يدعن ما أمكن من الصيام ، ويتعلمن أنواع صلاة النوافل : كصلاة التسبيح ، وصلاة الرغائب ، وصلاة شعبان النصف منه ، وصلاة الأحداث : كصلاة الكسوف ، وصلاة العيدين ، وصلاة الجنائز ، وأنواع الدعاء المسموع والتسبيح المسموع ، ويتعرفن أنسابهن إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويحفظن ذلك ، فإن الشريف الفاضل قاسم بن يحيى وكان من علماء أهل البيت وفضلائهم أخبرني بنسبه إلى الحسن بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهالسلام فقلت له : من أين أخذت هذا؟ فقال لي : من جدتك الشريفة الكاملة زينة بنت حمزة ، قال : دعتني وأنا صغير ، وقالت : احفظ نسبك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وألقته عليّ مرارا حتى حفظته ، فعجبنا لحفظها أنساب أهل البيت عليهمالسلام وكثير من رجالهم لا يعرف نسبه فكيف نسب غيره ، وليعلّمن من طلب العلم ويرشدن من تحرى الرشاد ، ولا يدعن ما يمكن من علم الطب بإتقان وبصيرة ، ولا يتعلقن بشيء من النجوم إلا معرفة المنازل لعلم أوقات العبادة ، ويتبادرن إلى