وعليها أن تباشر خدمته بنفسها ، ولا تكل ذلك إلى غيرها ؛ لأنها سكنه وأنسه ، ونفسها مشتقة من نفسه ، هذا في خدمته التي تخص نفسه من طعامه وشرابه وفراشه ومنامه، وأن تقوم على سائر الأعمال بالنظر والأمر والتفقد والاستنابة ، ولا ترضى في الأعمال من الجوار والمستخدمات بما ينفذ ، بل تشد في ذلك نهاية الشدة حتى تستمر الأحوال على الاستقامة ، ولتتفقد الطعام عند النقو وعند الطحن وعند العجن ، فإذا انتهى إلى حال الخبز فقد انقطعت عنه الصنعة ، فإن كان رديا لم يمكنها استدراك فائته وإحياء مائته ، ولتتفقد آنية الماء وآنية العجين والطحن والرهي بالتنظيف والتطهير وتأمر من معها بالطهارة ، فإنا سمعنا من أهلنا أن أكل الطعام النجس يقسي القلوب ، وأحسبهم ما قالوه إلا وهو يرفع إلى النبي عليهالسلام ومن علم نجاسته حرم عليه ، ولا يؤنس المستخدمات من السطوة ، ولا توقع فيهن يد القهر والقدرة فإن كل راع مسئول عن رعيته ، ولا تغفل تاريث النار ولا تنظيف المنزل بالبياض وغيره ، وليكنس في كل يوم مرتين ، ولا تغفل قراءة كتاب الله عزوجل فإنه إمام الأئمة ، ومنهاج سبل السلامة ، وهو الإمام الأول ، ولتجعل لها وصيفة تلزم نفسها قراءتها في كل يوم ، ولا تغب عما تعاينه من الأعمال إلا بإقامة نائب وقد وثقت به لئلا يتعود من تحت يدها الإهمال ، ولا تكثر على زوجها الإدلال ، ولا تلحف في السؤال ، وتحمده على قليل ما يسدي إليها ، وتكبر صغيره ، وتعظم حقيره ، فإن ذلك يغريه بالازدياد في الإحسان ، وإن أظهر العجب من شيء تعجبت لتعجبه ، وإن استقبحه قفت أثره في ذلك وأظهر تفقده ، وإن عاينت في زوجها شيئا وأرادت نزوعه عنه إن لم يكن خلقة لطفت له في ذلك أحسن اللطف وأغمض الإشارة وأرته أن إزالة ذلك مما يزينه ، وإن كان تركه لا يشينه ، وإن كان خلقة لم تظهره له ولم تذكره ، فإن ذكره دافعت عنه وأرته أنه لا شين فيه إذ ذلك مما لا يمكن إصلاحه فتسعى في