يتعين عليها به القيام من شأنه ، في طعامه وشرابه وقيامه ، فقد أدت ما عليها وانتقل الحق إلى الأب في تأديبه وتربيته وتأنيسه وتقريبه وتعليمه وتهذيبه.
والتعليم أنواع شتى ، فعلى الأب الاجتهاد في النظر ، له أن يعلمه إرجاء ما يصل به إلى الخير في نهاية معرفته ، وبلوغ أقصى نظره ، إذ الله تعالى لا يكلفه في ولده ما يسقط عنه حكمه في نفسه ، فأهل المهن مصالحهم في مهنهم ، وأهل العلاج في علاجهم ، وأهل الفلاحة في فلاحتهم إلى غير ذلك ، وكل ذلك فرع على تربيته على طاعة الله تعالى وتخويفه لسطوته ، وتلقينه ما لا يسعه جهله من توحيده وعدله ، وتصديقه في قوله ، وتصويبه في فعله ، وما يتبع ذلك وما ينبني عليه ، وما يعلمه وما يحضه على فعله أقل أحواله أن يكون من المباح فما فوقه من مندوب أو واجب وما سوى ذلك لا يجوز تعليمه ولا الأمر به ولا الإذن فيه ولا الحض عليه ، فمتى قام الوالد بذلك فقد أدى ما عليه ، فإن كان له مال كان عليه بين أولاده المساواة وترك المحاباة في ماله واتباع الهوى في نحلة أولاده ، إلى أن يكبروا ويتميزوا بالأفعال ، وكسب محامد الخلال ، فلا عليه أن يخص الفاضل بالمزية على المفضول ، كما فعل عبد الله بن الحسن عليهالسلام في أولاد هند : محمد بن عبد الله وأخويه سلام الله عليه وعليهم وهو قدوة عندنا وعند الصالحين ، فإنه فضلهم على إخوتهم وقام في ذلك بما يلزمه من تعظيم من عظم الله سبحانه وإن كان إخوتهم أفاضل وأئمة الهدى ، ولكن لم يكملوا إلا بعد موته ، فمتى فعل ذلك تم ما يلزمه في حقهم ، وعليهم فيما تقدم شرحه المبادرة والقبول ، إلى امتثال ما يشير إليه أو يقول.
وقد عاينا البهائم المهملة ، والوحوش النافرة ، والسباع الضارية ، والهوام