هذا ، وهؤلاء عيون مرضيون ، ولم يطالب أحد من أهل العلم القاسم بن إبراهيم بأن يخبره من قال بمثل قوله في الفساق ، وكذلك واصل بن عطاء في المنزلة بين المنزلتين ، ولا قيل لهم : هاتوا نصّا يحتمل (١) التأويل من الكتاب أو السنة المعلومة ، وإنما يقال في المسائل : ما الوجه في هذا؟ ما الدليل عليه؟ ولم نتمكن من الاستقصاء ، وإن كان السائل قد عوّل في التوسيع ، ولكن الجواب ما قال الهادي عليهالسلام : ويح الشجي من الخلي. علم الله وكفى به عليما ، لقد تركنا في حال الاشتغال شطر هذه المسألة من الإجابة شيئا نخشى الله في تركها.
فأما الأئمة المقتصدون والعلماء المحصّلون فهم الأتباع جملة ، وإنما نذكر منهم عيونهم ، ومن ذكره يوسف بن أبي الحسن الجيلاني رحمهالله في جوابه للقاضي أبي مضر ، تأكيدا في مقابله ، هل بهذا القول قائل؟ وإن كان به قائل فليذكر.
فمنهم : السيد الإمام الداعي الأعرج الجيلاني رحمهالله وكان قد بلغ في العلم والاستقامة في الدين مبلغا فائقا لا ينضبط حصره.
ومنهم : السيد الإمام الناصر الرضي ، وكان من أولاد الناصر عليهالسلام وله تصانيف في إحياء مذاهب أهل البيت عليهمالسلام وكان زاهدا خشنا ، بلغ مبلغا في الورع والكمال ما لا يقادر قدره ، وكان مستوطنا في جيلان ، وأمره هناك مشهور.
__________________
(١) في (ب) : لا يحتمل.