سأل أيده الله : عن قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال : ١] ، الأنفال ما هي؟
[الجواب :] الأنفال في أصل اللغة : هي الزيادة من المحبوب ، قال لبيد :
إن تقوى من خير نفل |
|
وبإذن الله ريثي وعجل |
ثم صارت في العرف : تنفيل الغنائم فكأنها زيادة في الخير ، وسبب السؤال أن المسلمين تنازعوا في الغنيمة يوم بدر ، وكانت المشيخة والجلّة ردءا للمسلمين مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وكان الشبّان والفرهان أوغلوا في اتباع القوم ، فقال الشبان والفرهان : الغنيمة لنا لأنا فضضنا القوم وتبعناهم ، فبنا حيزت الغنائم. وقالت (١) الجلة : نحن ردؤكم ، وحفظنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلولا نحن لم تغنموا ، فلما ساءت ظنونهم ، وعظم تشاجرهم نزلت في ذلك سورة الأنفال من أولها إلى آخرها ، وهي تسمّى : سورة القتال ، وسورة الأنفال ، وفي ذلك ما رويناه بالأسانيد إلى زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي ، يرفعه قال : نزلت سورة الأنفال في أهل بدر في اختلافهم في النفل حين اختلفوا ، فقال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [الأنفال : ١] ، فكان عبادة بن الصامت رحمهالله إذا سئل عن الأنفال قال : فينا معشر أهل بدر نزلت حين اختلفنا في النفل يوم بدر ، فانتزعه الله تعالى من أيدينا حين ساءت فيه أخلاقنا ، فردّه الله تعالى على رسولهصلىاللهعليهوآلهوسلم فقسمه بيننا على بواء ، معناه : على السواء ، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله ، وصلاح ذات البين.
__________________
(١) في (ب) : وقال الجلة.