بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وصلاته على محمد نبيه وسلامه ، الحمد لله ربّ العالمين حمدا لا ينقضي أمده ، ولا ينحصر عدده ، وصلى الله على نبي المرحمة والملحمة ، وأب العترة الطاهرة ، وسلّم عليه وعليهم أجمعين (١).
أما بعد :
فإن العلم ميزان الدين ، والبراهين أوزانه ، والذرية الطاهرة وزّانه ، فهم نقدته وجهابذته ، وأساقفته ومؤابذته ، ولا يمرّ عصر من الأعصار إلا ولهم فيه منازع ، ومنهم سلام الله عليهم عنه مقارع ، ومنهم شارد ، وإليهم نازع ، (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) [هود : ١١٨ ، ١١٩] ، فنسأل الله الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وللسائل حقّ المسألة وهو ردّ الجواب ، وعلى السائل الإنصاف في تأمل الشروط والعلل والأسباب ، استوى المكلّفون في العلم بالمعجزات لأنها من المشاهدات ، واختلفوا في العلم بمدلولها ، وتأمل فصولها ، وليس على العالم أن يعلّم المتعلّم ، وإنما عليه إيضاح البرهان ، وتعيين البيان ، وقد كثر الترداد في السؤال والجواب ، ولم نترك ما يمكنا إيراده مع تضايق الحال ، وكثرة الأشغال.
__________________
(١) هذه الرسالة وما بعدها انتزعتها من آخر كتاب الدر المنثور من فتاوي الإمام المنصور الذي حققناه واكتفينا بنشر المهذب بدلا عنه على أن ينشر قريبا إنشاء الله ضمن مشروع موسوعة الكتب الزيدية المطبوعة على الكمبيوتر التي أنجزت طباعتها في المؤسسة وغيرها.