بمعصية الله سبحانه ومعصيتنا ، ولم يدخل في أمرنا هذا ممن كان نافرا عن ودادنا ، ومخالفا لنا في اعتقادنا ، إلا آل نشوان والمطرفية ، فكلهم عند إقباله جعلنا له على أبناء جنسه مزية ، وعاودهم داؤهم القديم ، وكنا في علاجهم من شقاهم للأئمة الهادين ، كدابغة وقد حلم الأديم ، إلا من عصم وهو قليل.
وأما أتباع آل محمد صلوات الله عليه وآله المحصلون ، أهل التحقيق والتدقيق ، فرسان علم الكلام ، وشموس أهل الإسلام ، فهم على اعتقادهم ثابتون ، وللطاعنين على إمامهم ماقتون ، لأنهم أخذوا أمرهم في مبتدأ الأمر على بصيرة ، ولم يكونوا كما حكى الله سبحانه وتعالى عن إخوان الناصبين في قوله : (آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ) (١) [آل عمران : ٧٢] ، فأولئك لا خلاق لهم في الدنيا ولا في الآخرة ، وها نحن لهم معظمون ، وعلى سنام الشرف مستنمون ، مدارستهم محسودة ، وأنديتهم مشهودة وهم لطبقات المعاندين ، كالرجوم للشياطين.
وأما ما ذكره من أنا لا نتخذ دونهم بوابا فقد جهل أو تجاهل هل أنا لا نجعل على الباب من يحفظه للإشعار بالداخلين والخارجين ، وهل هذا أفضل من هدي خاتم المرسلين ، محمد صلىاللهعليهوآله الطيبين ، أفليس بوابه أنس ، ولعله يقول هل بوابك مثل أنس وينسى من كان يحجبه أنس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذين لا نظير لهم في عصرنا ولكل زمان رجال ، ولكل مقام مقال.
ولقد رضينا من يوسف البواب بإقامة الصلاة ، والكف عن المنكرات ، وفي حديث الطائر إن كان القاضي يصححه لأنه بلغنا أنه ينكر كثيرا من الآثار
__________________
(١) بقية الآية : (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).