أربعين سنة وامتدّ سب الإمام إلى سبعين سنة ، مع أن معاوية أعلن بسب الإمام عليّ حوالي ٢٣ سنة ، وامتدّ سبّهم للأمير عليهالسلام أكثر من ثمانين سنة.
والجواب :
إنّ الكتاب صرّح بأن معاوية كان يسبّ عليا أمير المؤمنين عليهالسلام إلى أربعين سنة وهذا غير بعيد ، لأنّ معاوية كان معروفا ببغضه لعليّ عليهالسلام هو وأبوه أبو سفيان ولا يبعد أنّه كان يسبّ الإمام عليّا عليهالسلام قبل أن يستلم الحكم في بلاد الشام (ويشهد له أنّ زياد بن أبيه وهو أمويّ كان يسبّ الإمام عليّا عليهالسلام قبل موته عام ٥٣ ه بسنوات) ثم تجاهر بالسبّ وأمر الخطباء والعلماء أن يسبّوه على المنابر خلال فترة حكمه.
وبعبارة : إنّ معاوية قد تجاهر بسبّ الإمام عليهالسلام خلال فترة حكمه ٢٣ عاما ، وبقيّة السبعين أو الثمانين كانت موزعة على فترة ما قبل استلام معاوية للسلطة وبعدها إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز فرفع السبّ ، ولكن بقي الحاقدون يسبّون الإمام عليهالسلام.
فملخص القول :
إنّ مدة السبّ تراوحت ما بين السبعين إلى التسعين سنة ، فمبدأ التجاهر بالسبّ كان بأمر من زياد بن أبيه كما نصّ على ذلك العلّامة المجلسي (قدسسره) (١).
ثم أمر به معاوية ثانية وأكدّ عليه حتى صار سنّة لا تترك ، وكان ذلك أول خلافته على بلاد الشام عام ٤٠ ه إلى أن توفي عام ٦٠ ه ، ثم استمر السب طيلة حكم بني أمية إلى عهد عمر بن عبد العزيز فأبطله وكتب إلى نوابه بإبطاله (٢)
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٣٩ / ٣٢١.
(٢) الكامل لابن الأثير ج ٥ / ٤٢. وسفينة البحار ج ٢ / ٢٧١ نقلا عن حياة الحيوان للدميري.