والجواب :
١ ـ لقد أشارت النصوص من الفريقين أنّ الآية نزلت في حق أمير المؤمنين عليهالسلام على الصفة المذكورة ، فبطل ما يروى في خلاف ذلك ، فما ذكر من احتمال إرادة عموم المؤمنين ضعيف لا يعوّل عليه ، ولا يرجع إلى مستند ولا يعارض الأخبار الكثيرة الدالة على نزولها في حق الإمام علي عليهالسلام.
٢ ـ إن الاستشهاد بخبر عبادة بن الصامت وعبد الله بن سلام على كون المراد من «الذين آمنوا» عامة المؤمنين لا وجه له ، لكون الآية دلت ـ بحسب مورد نزولها كما يدّعون بهذين الرجلين ـ على أن الله تعالى قد عوّضهم من محالفة اليهود ، ولاية الله وولاية رسوله وولاية الذين آمنوا ، وبعبارة أخرى : إن الله جعل لهم بدل هجر قومهم إياهم ولاية من ذكرت الآية المباركة ، سواء أريد بالذين آمنوا العموم أو الخصوص ، فإذا كان هناك ما يدل على الخصوص لم يكن فيه منافاة لهذا الخبر.
والذي يكشف عمّا قلنا : أنه روي أنها لما نزلت خرج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من البيت ، فقال لبعض أصحابه هل أعطى أحد سائلا شيئا؟ فقالوا : نعم يا رسول الله قد أعطى عليّ بن أبي طالب السائل خاتمه وهو راكع ، فقال النبيّ : الله أكبر قد أنزل الله فيه قرآنا ، ثم تلا الآية إلى آخرها ، وفي ذلك بطلان ما قالوه (١).
وروى عطاء ، عن ابن عبّاس قال : نزلت ـ الآية ـ في علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢)
وروي عن عبد الله بن سلام قال : لما نزلت هذه الآية ، قلت : يا رسول الله أنا رأيت عليّا تصدّق بخاتمه على محتاج وهو راكع ، فنحن نتولاه (٣).
__________________
(١) التبيان في تفسير القرآن للطوسي ج ٣ / ٥٦٤.
(٢) تفسير الرازي ج ١٢ / ٢٦ ، ورواها الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بعدة طرق ج ١ / ١٦١ ـ ١٨٦.
(٣) تفسير الرازي ج ١٢ / ٢٦.