هذا مضافا إلى اشتراط الجاذبية الأخلاقية لما في دماثة الأخلاق من تأثير على الدعوة ، وقد أشار القرآن الكريم إلى أنّ الفظاظة إحدى عوامل الهدم في الدعوة بقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (١).
إنّ الخشونة وسوء الخلق مما يثير النفور والتباعد عند الناس ، بحيث يعتبر من العيوب الكبيرة في النبيّ أو الإمام .. لذلك فإنّ الأنبياء والأئمة منزّهون عن هذا العيب.
هذه أهم المواصفات في الإمام وهناك مواصفات أخرى يجب توفّرها فيه كأن يكون أعدل وأفقه وأورع وأحكم وأشجع وأسخى الناس ، إلخ ... (٢).
عود على بدء :
بعد أن انتهينا من هاتين النقطتين ، أعني الحكمة من وجود الإمام والشروط المعتبرة فيه ، تبقى نقطة هامة مفادها :
من المسئول عن تعيين الإمام؟
يعتقد العامة أنّ النبيّ توفّى دون أن ينصّب خليفة بعده ، ويعتقدون أيضا أنّ هذه المهمة تقع على عاتق المسلمين أنفسهم ، فهم أنفسهم عليهم أن يختاروا قائدهم بطريق إجماع المسلمين أو ما يعبّر عنه بالشورى باعتباره ـ أي الإجماع ـ أحد الأدلة الشرعية لانتخاب الإمام ، ويؤكدون مقالتهم هذه بأنّ الانتخاب بواسطة الإجماع أو الشورى الجماعية قد حصل فعلا حيث اختاروا أبا بكر خليفة على الأمة بإجماع الأمة ، ثم اختار الخليفة الأول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، والثاني عيّن الثالث عثمان عبر طريق الشورى السداسية المؤلفة من ستة أشخاص يختارون أحدهم هم : الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص.
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٥٩.
(٢) أصول الكافي ، باب صفات الإمام عليهالسلام.