عقل وشهوة ، وبما أنّ طبيعة المخلوق الأرضيّ ونزوعه نحو المادّة سوف تطغى عليه عوامل الشرّ والفساد فيزيغ عن الصراط السويّ وفي ذلك فساد كبير ونقض للغاية التي خلق لأجلها الإنسان وهي المعرفة والعبادة (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ، وحتى تنتظم عوامل الخير عند الإنسان أرسل سبحانه المبشّرين والمنذرين لتنال البشرية حظها الأوفر من المعرفة الإلهية.
ومن فوائد بعثة الأنبياء (عليهمالسلام):
ضبط الروابط الاجتماعية من الانحراف نحو الظلم والفحشاء والمنكرات بردع الظّالم عن ظلمه ، وحفظ الشريعة من الانحراف والزيادة والنقصان ؛ وإزالة الشبهات التي تعترض معتنقيها.
هذه أهم الفوائد لبعثة الأنبياء وهي بنفسها وظائف للإمام أو الإمامة ، لأنّ الإمامة خلافة عن النبوّة ، قائمة مقامها إلّا في تلقي الوحي ، فكما أن البعثة واجبة على الله تعالى بحكم العقل كذلك الإمامة واجبة عليه تعالى بحكم العقل وطبقا لقاعدة اللطف.
وعلى هذا فالإمامة استمرار للنبوّة على طول خط الزمن ، فكما أنّ زمنا ما لم يخل من نبيّ منذ آدم عليهالسلام إلى نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كذلك لن يخلو زمن بعد خاتم الأنبياء من وجود إمام يزيل الشبهات ويفسّر الكتاب ويبيّن ويوضّح المتشابهات ، خصوصا وأنّ شريعة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ناسخة لكل الشرائع فلا بدّ لها أن تعطي لكلّ حادثة متجددة حلا لها ، وهذا لا يمكن حصره في فترة زمنية قصيرة فيتعيّن إيجاد أشخاص وأفراد كاملين بمنزلة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يبيّنون ما خفي على الناس من معرفة دينهم ويشرحون لهم ما عجزوا عن حلّه ، وهذا ما يتكفّله المعصوم الذي ينوب عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا لم يبعث الله تعالى للناس من يبيّن لهم ما خفي عليهم مع حاجتهم إلى ذلك ، دلّ على خلوّ الزمان من إمام ، وهو فاسد.
قال العلّامة النّراقي قدسسره :